فصل: إبطال صلب المسيح عقلا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام (نسخة منقحة)



.إبطال صلب المسيح عقلا:

- شيء عجيب أن يرتبط موضوع الصلب بتحقيق صفتي العدل والرحمة لله عز وجل، فبمقتضى صفة العدل، كان على الله أن يعاقب ذرية آدم بسبب الخطيئة التي ارتكبها أبوهم وطرد بها من الجنة واستحق هو وذريته البعد عن الله، وبمقتضى صفة الرحمة كان على الله أن يغفر سيئات البشر، ولم يكن هناك طريق للجمع بين العدل والرحمة إلا بتوسط ابن الله الوحيد الذي هو إله مثله وقبوله أن يظهر في شكل إنسان وأن يعيش كما يعيش الإنسان ثم يصلب ظلما ليكفر عن خطيئة البشر!! ومن أين وجبت المثلية لعيسى أو كيف كانت بنوته؟
- لست أدري ما الذي حدا بالمسيحيين أن يصوروا نبيهم أو إلههم هذا التصوير البشع، سيما والأناجيل قد ذكرت صورة مزرية لطريقة القبض على المسيح وصلبه.
- فأي عدل وأي رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه؟ قد يقولون إنه هو الذي قبل ذلك، ونقول لهم: إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر، مذنب ولو كان يريد ذلك.
- إذا كان المسيح ابن الله فأين كانت عاطفة الأبوة، وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يديه؟
- ما هي صورة المسيحيين عن الله (جل في علاه) الذي لا يرضى إلا بأن ينـزل العذاب المهين بالأبرياء، والعهد في الله الذي يسمونه الأب ويطلقون عليه (الله رحمة) أو (الله محبة) أن يكون واسع المغفرة كثير الرحمات؟
- من هذا الذي قيّد الله (جل جلاله) وجعل عليه أن يلزم العدل، وأن يلزم الرحمة، وأن يبحث عن طريق للتوفيق بينهما؟
- ويدعي المسيحيون أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم، ففي أي شرع يلزم الأحفاد بأخطاء الأجداد، وبخاصة أن الكتاب المقدس ينص على أنه لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل.
[سفر التثنية، 24: 16].
- وإذا كان صلب المسيح عملا تمثيليا على هذا الوضع فلماذا يكره المسيحيون اليهود ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح؟ وهم الذين حققوا مراد الله لتحقيق عدله ورحمته!!
- وهل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضروريا أو كانت هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر؟
- وما العمل في خطايا المستقبل؟
- وأين قرار الله من عهد آدم إلى عهد عيسى؟
- وما التناسب بين خطيئة آدم وصلب المسيح، إذا كانت العقوبة لا بد وأن تناسب الذنب؟
- وماذا عن الطوفان الذي ابتلع العصاة أيام نوح- عليه السلام- ألا يكفي ذلك؟
- وإذا كان ذلك كذلك فما الذي صلب في المسيح، الناسوت أم اللاهوت؟! أم أنه في الأخير انتقم من إنسان؟ أي من الجزء الناسوتي في عيسى، وليس اللاهوتي، فلماذا لم يكن آدم إذًا؟!!
وإذا كان عيسى ولد بدون أب ليكون مطهراً من خطيئة أبيه (آدم) فهل لم يأخذ نصيبا من الخطيئة عن طريق أمه مريم؟
- ولماذا لم ينـزل ابن الله مباشرة في مظهر إنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة؟
- وهل كان الأنبياء جميعا قبل عيسى مدنسين خطاة بسبب خطيئة أبيهم آدم؟
- وهل كان الله غاضبا أيضا؟ وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر؟ [المسيحية، د/ أحمد شلبي، صـ 139- 143، بتصرف].
- ولما كان الله على خشبة الصليب، فمن الذي أمسك بالسموات والأرض؟
- وكيف أوجب اللعنة لنفسه، وفي التوراة (ملعون ملعون من تعلق بالصليب)؟
- لماذا قتل الإله الأب الإله الابن؟ عجبا له: إنه المنتقم والمنتقم منه، والمحقود والمحقود عليه، وإنه الظالم وهو المظلوم!!
- من القاتل ومن القتيل؟ أم أن الأمر كما قال أحد المفكرين الفرنجة: خلاصــة المسيحيـة: أن الـلـه قـتـل الـلـه لإرضـاء الـلـه!!
[قذائف الحق للشيخ الغزالي، صـ 39- 45، بتصرف، وبين الإسلام والمسيحية، صـ 210- 216، بتصرف. والتعصب الصليبي، د/عمر عبد العزيز، صـ 91- 97، بتصرف].
وصدق من قال:
عجبا للمسيح بيـن النصارى ** وإلـى أي والد نسبـوه

أسلموه إلى اليهود وقــالوا**إنهم بعد قتلـه صـلبوه

وإذا كان ما يقولون حقــا**وصحيحا فأين كان أبوه

حين خلى ابنه رهين الأعادي **أتراهم أرضوه أم أغضبوه

فلئن كـان راضيا بأذاهـم ** فاحمدوهم لأنهم عذبـوه

ولئن كان ساخطا فاتركـوه ** واعبدوهم لأنهم غلـبوه

[بين الإسلام والمسيحية، كتاب أبي عبيدة الخزرجي، تحقيق وتعليق، د/ شامة، صـ146].
ومن قال أيضا:
جاء المسيح من الإله رسـولا ** فأبى أقـل العـالمين عقـولا

قوم رأوا بشرا كريما فادعـوا **- من جهلهم بالله- فيه حلولا

وعصابة ما صدقته وأكثـرت ** بالإفـك والبهتـان فيه القيلا

لم يأت فيه مُفـرط ومفـرِّط ** بالحق، تجريحـا ولا تعديـلا

فكأنما جاء المسـيح إليهـم ** ليـكذبوا التوراة والإنـجيلا

فاعجب لأمته التي قد صيرت ** تنـزيهـها لإلههـا التنكيلا

وإذا أراد الله فتنـة معشــر ** وأضلهم رأوا القبيـح جميـلا

هـم بجلوه بباطـل فـابتزه ** أعـداؤه بالبـاطل التبجيـلا

وتقطعوا أمر العقـائد بينهم ** زمرا، ألم تـر عقدها محـلولا

هو آدم في الفضل، إلا أنـه ** لم يعط حال النفخة التكميـلا

[منظومة الإمام الأبوصيري في الرد على النصارى واليهود، تأليف وشرح الشيخ محمد بن سعيد بن حماد الأبوصيري، تحقيق الدكتور أحمد حجازي السقا، صـ 7، دار البيان، ط/ الأولى، 1399هـ/1979م].
وصدق من قال كذلك:
أعباد المسيح لنـا سـؤال ** نريد جـوابه ممن وعـاه

إذا مات الإله بصنـع قوم ** أماتوه، فمـا هذا الإلـه

وهل أرضاه ما نالـوه منه ** فبشراهم إذا نالوا رضـاه

وإن سخط الذي فعلوه فيه ** فقوتهـم إذًا أوهت قـواه

وهل يبقي الوجود بلا إلـه ** سميع يستجيب لمن دعـاه

وهل خلت الطباق السبع لما ** ثوى تحت التراب، وقد علاه

وهل خلت العوالم من إلـه ** يدبرها وقد سـمرت يداه

وكيف تخلت الأمـلاك عنه ** بنصرهم، وقد سمعوا بكاه

وكيف أطاقت الخشبات حمل ** الإلـه الحق شد على قفاه

وكيف دنا الحديد إليه ** حـتى يخـالـطه ويلحـقه أذاه

وكيف تمكنت أيـدي عداه ** وطالت حيث قد صفعوا قفاه

وهـل عاد المسيح إلـى حياة ** أم المحـيي لـه رب سواه

ويـا عجبا لـقبر ضـم ربا ** وأعجب منه بطن قد حـواه

أقام هناك تسعا مـن شهور لدى ** الظلمات من حيض غداه

وشق الفرج مولودا صـغيرا ** ضعيفـا فاتـحا للثدى فاه

ويأكـل ثم يشرب ثم يـأتي ** بلازم ذلك، هـل هذا إله

تعالى الله عن إفك النصـارى ** سيسـأل كلهم عـما افتراه

أعبـاد الصليب لأي معـنى ** يعظم أو يقبح مـن رمـاه

وهل تقضى العقول بغير كسر ** وإحـراق له، ولمـن بغاه

إذا ركب الإلـه عليه كـرها ** وقـد شـدت لتسمير يداه

فذاك المـركب الملعون حقـا ** فدسـه، لا تبسـه إذ تـراه

يهـان عليه رب الخلق طـرا ** وتعبده!! فإنـك مـن عداه

فإن عظمته مـن أجل أن قد ** حوى رب العباد، وقد علاه

وقد فقد الصـليب فإن رأينا ** له شكـلا تذكرنـا سناه

فهـلا للقبور سجدت طـرا ** لضم القبر ربك في حشـاه

فيا عبـد المسيح أفق ** فهـذا بدايته، وهـذا منتهـاه

[إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم الجوزية، ج2، صـ 290- 292].